التكنولوجيا الحربيّة حول العالم
تكنولوجيا صناعة الآلة العسكريّة حول العالم، تلك الصناعة التي تشكّل غذاء الحروب، و الحروب كما نعلم هي التي تغذّي الإبداع في التكنولوجيا و التطوّر، فإذا دقّقنا في تفاصيل التقدّم الصناعي الحديث نجد أنّ أسسه كانت في غالبيّتها نتيجة جهود تطوير الاحتياجات العسكريّة لمواكبة الحروب و تحقيق التفوّق، كالطائرات و المحرّكات النفاثة و الصواريخ و أجهزة المراقبة و التحكّم و الاستطلاع و الاتّصالات و غيرها، ...... ما نعيش في ظلّه حاليّاً من رفاهيّة في التنقّل و الاتّصال و التنظيم في كافّة المجالات لا يشكّل سوى النموذج المدني للإطار العسكري الذي كان هو الأساس و الهدف، و لكن عندما يتحقّق هناك تقدّماً جذريّاً في مجال ما، عندها فقط يجري استبدال الإنجاز القديم بالجديد و الأفضل و يخرج القديم من الإطار العسكري إلى الإطار المدني ....للاستثمار و الربح ... كالـ الأقمار الصناعيّة للاتصالات و لمراقبة حركة الطيران المدني و حركة المواصلات و للمسح الجيولوجي و البيئي و غيرها، الإنترنت و الهواتف النقالة ذات نظام "جي إس إم" التي كانت بحوزة قادة الجيوش الأمريكيّة حول العالم في السبعينات و الثمانينات، الرادارات، أنظمة التحكّم الملاحيّة للطائرات و السفن و السيّارات، الكمبيوترات، .................. و حتّى ما تمّ التوصّل إليه في الطبّ كان يشمل أساساً تطوير لأساليب الوقاية و العلاج من تبعات الحروب الكيماويّة و الجرثوميّة و النوويّة، ففي عصرنا الحديث كثرت الأمراض المستحدثة نتيجة التلوّث البيئي الذي يشكّل نموذجاً مخفّفاً لهذه الحروب و الذي تسبّبه الغازات السامّة لأفران المصانع و دخّان محرّكات السيارات و مخلّفات التصنيع الكيميائي وإشعاعات المفاعلات النوويّة و ما شابه ذلك.
فالحروب و الأزمات حتّى و إن كانت باردة كانت دائماً ولا تزال تشكّل المحرّكات الأساسيّة للعجلات الاقتصاديّة، فالتصنيع و التجهيز و التطوير العسكري و الأمني يستأثر بأكثر من 50 بالمائة من الميزانيّة المجتمعة لدول العالم، لذا لا يمكن لنا في هذا العصر أن نعيش السلام الشامل حول العالم .... لأنّه إذا حصل هذا الأمر فعلاً ...... فسيكون لفترة قصيرة و محدودة .... قد يشهد فيها التصنيع العسكري ركوداً ملحوظاً نتيجة لهذا السلام ....... و لكن حتماً ستتأجّج الأزمات الاقتصاديّة نتيجة الاختلاف الحتمي في الرؤيا و السياسات ...... و من ثمّ عودة قيام الحروب لإعادة التوازن و بالتالي عودة التصنيع العسكري كركن أساسي للاقتصاد العالمي. ( على سبيل المثال المصغّر نذكر العقد الذي أبرمته حكومة أمريكا مؤخّراً لتطوير طائرة مقاتلة مثاليّة بـ 200 مليار دولار ....... ما كان هذا العقد ليبرم أو ليمرّر عبر مجلس الشيوخ لولا المعادلة الجديدة بعد 11 أيلول، لأنّ السبب و الدافع القوي لتلزيم عقد كهذا لم يكن متوفّراً قبلها ...... فبدا الأمر و كأنّه محضّر له و لكنّه يفتقد للمبرّرات من أجل المباشرة به، فقوّة روسيا لم تعد سبباً مقنعاً لمواصلة الإنفاق العسكري الكبير لأنّها باتت دولة حليفة، و الصين قطعت شوطاً كبيراً في تقاربها مع الغرب، كما لم يعد هناك إيّ تهديد من داخل أوروبا، أمّا العراق و إيران و كوبا فهم أقلّ بكثير من أن تخصّص أمريكا برنامج تطوير عسكري هائل بهذا الحجم لمجابهتهم، أمّا ما سمّي بالإرهاب فيمكن لأمريكا تعريفه كيفما تشاء و بأيّ حجم تريده ...... و هكذا تمّ إبرام هذه الصفقة .... بذكاء و حكمة حقيقيّين ).
نحن في العالم العربي المدرج ضمن ما يسمّى بالعالم الثالث أو الرابع بعيدون عن مجالات التصنيع الحربي المتقدّم ، فنحن نشكّل سوقاً فقط لهذه الصناعات ( طبعاً ليس بنفس المواصفات التي تمنح لدول العالم الثاني أو لإسرائيل ) و دون أن يكون لنا أدنى دور في تطويرها و لو جزئيّاً على الرغم من توفّر القدرات الماديّة و البشريّة في عالمنا العربي، حيث انحصرت صناعاتنا العسكريّة المحدودة و "المتخلّفة نسبيّاً" ببعض الأسلحة الفرديّة البسيطة و المدافع الصغيرة و العربات المدرّعة و الصواريخ المعدلة، بينما بقينا على مسافة بعيدة جدّاً من الصناعات الذكيّة المتطوّرة ........... على عكس إسرائيل التي باتت تسابق الغرب في صناعة الدبابات و الطائرات و الصواريخ البعيدة المدى و الرادارات و أجهزة التحكّم ........ لذا قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على هذه الآلة العسكريّة حول العالم ليتسنّى لنا على الأقلّ أخذ فكرة أوضح عن عالم الحرب و الدمار الذي يحيط بنا من كلّ جانب.
-- أسلحة الدمار الشامل
أطلق هذا الاسم < أسلحة الدمار الشامل > على كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تلحق أضرارً جسيمة بالبنية الأساسيّة البشريّة أو التحتيّة أو الاثنان معاً، فعلى الرغم من الحظر المفروض على هذه الأسلحة و في ظلّ المعاهدات و الاتّفاقات التي تبرم سنويّاً لأجل الحدّ من انتشارها، إلاّ أنّ الكثير من الدول لا تزال تسعى إلى امتلاكها و تطويرها سرّاً لأنّها باتت تشكّل سنداً عسكريّاً مهمّاً لهذه الدول التي تطمح من خلال ذلك إلى إحراز نفوذ سياسي قوي و إلى تعزيز مكانتها العالميّة و ربّما الإقليميّة فقط.
أسلحة الدمار الشامل تنقسم بتصنيفها إلى 3 أنواع أساسيّة و هي:
1- النوويّة و الإشعاعيّة
2- الكيماويّة
3- البيولوجيّة ( الجرثوميّة )
و تكون في العادة عبارة عن قنابل أو وحدات تفجير متطوّرة يجري إسقاطها على الأهداف المحدّدة لها عن طريق قاذفات القنابل الهجوميّة أو بواسطة رؤوس حربيّة تحملها الصواريخ أو من خلال قذائف المدفعيّة البعيدة المدى، حيث يعتمد في هذه الخيارات المختلفة على درجة القوّة التدميريّة المطلوبة.
1- الأسلحة النوويّة
الأسلحة النوويّة و الإشعاعيّة هي من أشدّ الأدوات الحربيّة فتكاً في عصرنا الحديث، فقد جرى العمل عليها و تطويرها على مدى الستّين عاماً الماضية، حيث تمّ التوصّل بنجاح باهر إلى التحكّم في مستوى قوّة التفجير و رقعة الدمار ..... و لكن مع فشل ذريع في إيجاد الأساليب الفعّالة للوقاية من هذه الأسلحة التي لا ينحصر تأثيرها على البشريّة و الحضارة بل يصيب الطبيعة و يقضي عليها أيضاً.
أصبحت القوى الضاربة النوويّة حول العالم تشكّل عنصر تهديد للآخرين كما لنفسها أيضاً .... أي باتت هذه القوى خطراً على البشريّة و العالم أجمع، فلو أخذنا روسيا على سبيل المثال لوجدنا أنّ لديها من الرؤوس النوويّة ما يكفي لتلويث إشعاعي يطال ثلاثة أرباع الكرة الأرضيّة و يفتك بمن عليها، و هذا يعني أنّ روسيا ليست بحاجة لشنّ حرب على أمريكا و الصين من أجل كسب حرب، لأنّه لن يكون هناك رابح و خاسر في أيّة حرب عالميّة ثالثة (بالمعنى الصحيح) ...... الجميع سيكونون قطعاً .... خاسرين !! .... لو أطلقت أيّ دولة عظمى صواريخها النوويّة بشكل عشوائي على مناطق مختلفة حول العالم دون أهداف محدّدة، فسيكون هذا كافياً لتهديد بقاء البشريّة أجمع.
و لكن ما هي هذه القنبلة النوويّة و كيفيّة عملها ؟ و ما هي الأضرار التي يمكن أن تسبّبها ؟ و هل هناك أيّ وسائل وقائيّة فعّالة تمكّننا من مواجهتها ؟ سنحاول شرح هذه التفاصيل بالأسلوب المبسّط:
يتبع
تكنولوجيا صناعة الآلة العسكريّة حول العالم، تلك الصناعة التي تشكّل غذاء الحروب، و الحروب كما نعلم هي التي تغذّي الإبداع في التكنولوجيا و التطوّر، فإذا دقّقنا في تفاصيل التقدّم الصناعي الحديث نجد أنّ أسسه كانت في غالبيّتها نتيجة جهود تطوير الاحتياجات العسكريّة لمواكبة الحروب و تحقيق التفوّق، كالطائرات و المحرّكات النفاثة و الصواريخ و أجهزة المراقبة و التحكّم و الاستطلاع و الاتّصالات و غيرها، ...... ما نعيش في ظلّه حاليّاً من رفاهيّة في التنقّل و الاتّصال و التنظيم في كافّة المجالات لا يشكّل سوى النموذج المدني للإطار العسكري الذي كان هو الأساس و الهدف، و لكن عندما يتحقّق هناك تقدّماً جذريّاً في مجال ما، عندها فقط يجري استبدال الإنجاز القديم بالجديد و الأفضل و يخرج القديم من الإطار العسكري إلى الإطار المدني ....للاستثمار و الربح ... كالـ الأقمار الصناعيّة للاتصالات و لمراقبة حركة الطيران المدني و حركة المواصلات و للمسح الجيولوجي و البيئي و غيرها، الإنترنت و الهواتف النقالة ذات نظام "جي إس إم" التي كانت بحوزة قادة الجيوش الأمريكيّة حول العالم في السبعينات و الثمانينات، الرادارات، أنظمة التحكّم الملاحيّة للطائرات و السفن و السيّارات، الكمبيوترات، .................. و حتّى ما تمّ التوصّل إليه في الطبّ كان يشمل أساساً تطوير لأساليب الوقاية و العلاج من تبعات الحروب الكيماويّة و الجرثوميّة و النوويّة، ففي عصرنا الحديث كثرت الأمراض المستحدثة نتيجة التلوّث البيئي الذي يشكّل نموذجاً مخفّفاً لهذه الحروب و الذي تسبّبه الغازات السامّة لأفران المصانع و دخّان محرّكات السيارات و مخلّفات التصنيع الكيميائي وإشعاعات المفاعلات النوويّة و ما شابه ذلك.
فالحروب و الأزمات حتّى و إن كانت باردة كانت دائماً ولا تزال تشكّل المحرّكات الأساسيّة للعجلات الاقتصاديّة، فالتصنيع و التجهيز و التطوير العسكري و الأمني يستأثر بأكثر من 50 بالمائة من الميزانيّة المجتمعة لدول العالم، لذا لا يمكن لنا في هذا العصر أن نعيش السلام الشامل حول العالم .... لأنّه إذا حصل هذا الأمر فعلاً ...... فسيكون لفترة قصيرة و محدودة .... قد يشهد فيها التصنيع العسكري ركوداً ملحوظاً نتيجة لهذا السلام ....... و لكن حتماً ستتأجّج الأزمات الاقتصاديّة نتيجة الاختلاف الحتمي في الرؤيا و السياسات ...... و من ثمّ عودة قيام الحروب لإعادة التوازن و بالتالي عودة التصنيع العسكري كركن أساسي للاقتصاد العالمي. ( على سبيل المثال المصغّر نذكر العقد الذي أبرمته حكومة أمريكا مؤخّراً لتطوير طائرة مقاتلة مثاليّة بـ 200 مليار دولار ....... ما كان هذا العقد ليبرم أو ليمرّر عبر مجلس الشيوخ لولا المعادلة الجديدة بعد 11 أيلول، لأنّ السبب و الدافع القوي لتلزيم عقد كهذا لم يكن متوفّراً قبلها ...... فبدا الأمر و كأنّه محضّر له و لكنّه يفتقد للمبرّرات من أجل المباشرة به، فقوّة روسيا لم تعد سبباً مقنعاً لمواصلة الإنفاق العسكري الكبير لأنّها باتت دولة حليفة، و الصين قطعت شوطاً كبيراً في تقاربها مع الغرب، كما لم يعد هناك إيّ تهديد من داخل أوروبا، أمّا العراق و إيران و كوبا فهم أقلّ بكثير من أن تخصّص أمريكا برنامج تطوير عسكري هائل بهذا الحجم لمجابهتهم، أمّا ما سمّي بالإرهاب فيمكن لأمريكا تعريفه كيفما تشاء و بأيّ حجم تريده ...... و هكذا تمّ إبرام هذه الصفقة .... بذكاء و حكمة حقيقيّين ).
نحن في العالم العربي المدرج ضمن ما يسمّى بالعالم الثالث أو الرابع بعيدون عن مجالات التصنيع الحربي المتقدّم ، فنحن نشكّل سوقاً فقط لهذه الصناعات ( طبعاً ليس بنفس المواصفات التي تمنح لدول العالم الثاني أو لإسرائيل ) و دون أن يكون لنا أدنى دور في تطويرها و لو جزئيّاً على الرغم من توفّر القدرات الماديّة و البشريّة في عالمنا العربي، حيث انحصرت صناعاتنا العسكريّة المحدودة و "المتخلّفة نسبيّاً" ببعض الأسلحة الفرديّة البسيطة و المدافع الصغيرة و العربات المدرّعة و الصواريخ المعدلة، بينما بقينا على مسافة بعيدة جدّاً من الصناعات الذكيّة المتطوّرة ........... على عكس إسرائيل التي باتت تسابق الغرب في صناعة الدبابات و الطائرات و الصواريخ البعيدة المدى و الرادارات و أجهزة التحكّم ........ لذا قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على هذه الآلة العسكريّة حول العالم ليتسنّى لنا على الأقلّ أخذ فكرة أوضح عن عالم الحرب و الدمار الذي يحيط بنا من كلّ جانب.
-- أسلحة الدمار الشامل
أطلق هذا الاسم < أسلحة الدمار الشامل > على كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تلحق أضرارً جسيمة بالبنية الأساسيّة البشريّة أو التحتيّة أو الاثنان معاً، فعلى الرغم من الحظر المفروض على هذه الأسلحة و في ظلّ المعاهدات و الاتّفاقات التي تبرم سنويّاً لأجل الحدّ من انتشارها، إلاّ أنّ الكثير من الدول لا تزال تسعى إلى امتلاكها و تطويرها سرّاً لأنّها باتت تشكّل سنداً عسكريّاً مهمّاً لهذه الدول التي تطمح من خلال ذلك إلى إحراز نفوذ سياسي قوي و إلى تعزيز مكانتها العالميّة و ربّما الإقليميّة فقط.
أسلحة الدمار الشامل تنقسم بتصنيفها إلى 3 أنواع أساسيّة و هي:
1- النوويّة و الإشعاعيّة
2- الكيماويّة
3- البيولوجيّة ( الجرثوميّة )
و تكون في العادة عبارة عن قنابل أو وحدات تفجير متطوّرة يجري إسقاطها على الأهداف المحدّدة لها عن طريق قاذفات القنابل الهجوميّة أو بواسطة رؤوس حربيّة تحملها الصواريخ أو من خلال قذائف المدفعيّة البعيدة المدى، حيث يعتمد في هذه الخيارات المختلفة على درجة القوّة التدميريّة المطلوبة.
1- الأسلحة النوويّة
الأسلحة النوويّة و الإشعاعيّة هي من أشدّ الأدوات الحربيّة فتكاً في عصرنا الحديث، فقد جرى العمل عليها و تطويرها على مدى الستّين عاماً الماضية، حيث تمّ التوصّل بنجاح باهر إلى التحكّم في مستوى قوّة التفجير و رقعة الدمار ..... و لكن مع فشل ذريع في إيجاد الأساليب الفعّالة للوقاية من هذه الأسلحة التي لا ينحصر تأثيرها على البشريّة و الحضارة بل يصيب الطبيعة و يقضي عليها أيضاً.
أصبحت القوى الضاربة النوويّة حول العالم تشكّل عنصر تهديد للآخرين كما لنفسها أيضاً .... أي باتت هذه القوى خطراً على البشريّة و العالم أجمع، فلو أخذنا روسيا على سبيل المثال لوجدنا أنّ لديها من الرؤوس النوويّة ما يكفي لتلويث إشعاعي يطال ثلاثة أرباع الكرة الأرضيّة و يفتك بمن عليها، و هذا يعني أنّ روسيا ليست بحاجة لشنّ حرب على أمريكا و الصين من أجل كسب حرب، لأنّه لن يكون هناك رابح و خاسر في أيّة حرب عالميّة ثالثة (بالمعنى الصحيح) ...... الجميع سيكونون قطعاً .... خاسرين !! .... لو أطلقت أيّ دولة عظمى صواريخها النوويّة بشكل عشوائي على مناطق مختلفة حول العالم دون أهداف محدّدة، فسيكون هذا كافياً لتهديد بقاء البشريّة أجمع.
و لكن ما هي هذه القنبلة النوويّة و كيفيّة عملها ؟ و ما هي الأضرار التي يمكن أن تسبّبها ؟ و هل هناك أيّ وسائل وقائيّة فعّالة تمكّننا من مواجهتها ؟ سنحاول شرح هذه التفاصيل بالأسلوب المبسّط:
يتبع
عدل سابقا من قبل سائد في الأحد أبريل 19, 2009 4:33 am عدل 1 مرات