أحلى منتدى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أحلى منتدى

منتدى سائد عبد الرحيم العمايرة


    التكنولوجيا الحربيّة حول العالم

    سائد
    سائد
    Admin


    المساهمات : 136
    تاريخ التسجيل : 13/04/2009
    العمر : 112
    الموقع : saed7.host.sk

    التكنولوجيا الحربيّة حول العالم Empty التكنولوجيا الحربيّة حول العالم

    مُساهمة  سائد الأحد أبريل 19, 2009 4:29 am

    التكنولوجيا الحربيّة حول العالم

    تكنولوجيا صناعة الآلة العسكريّة حول العالم، تلك الصناعة التي تشكّل غذاء الحروب، و الحروب كما نعلم هي التي تغذّي الإبداع في التكنولوجيا و التطوّر، فإذا دقّقنا في تفاصيل التقدّم الصناعي الحديث نجد أنّ أسسه كانت في غالبيّتها نتيجة جهود تطوير الاحتياجات العسكريّة لمواكبة الحروب و تحقيق التفوّق، كالطائرات و المحرّكات النفاثة و الصواريخ و أجهزة المراقبة و التحكّم و الاستطلاع و الاتّصالات و غيرها، ...... ما نعيش في ظلّه حاليّاً من رفاهيّة في التنقّل و الاتّصال و التنظيم في كافّة المجالات لا يشكّل سوى النموذج المدني للإطار العسكري الذي كان هو الأساس و الهدف، و لكن عندما يتحقّق هناك تقدّماً جذريّاً في مجال ما، عندها فقط يجري استبدال الإنجاز القديم بالجديد و الأفضل و يخرج القديم من الإطار العسكري إلى الإطار المدني ....للاستثمار و الربح ... كالـ الأقمار الصناعيّة للاتصالات و لمراقبة حركة الطيران المدني و حركة المواصلات و للمسح الجيولوجي و البيئي و غيرها، الإنترنت و الهواتف النقالة ذات نظام "جي إس إم" التي كانت بحوزة قادة الجيوش الأمريكيّة حول العالم في السبعينات و الثمانينات، الرادارات، أنظمة التحكّم الملاحيّة للطائرات و السفن و السيّارات، الكمبيوترات، .................. و حتّى ما تمّ التوصّل إليه في الطبّ كان يشمل أساساً تطوير لأساليب الوقاية و العلاج من تبعات الحروب الكيماويّة و الجرثوميّة و النوويّة، ففي عصرنا الحديث كثرت الأمراض المستحدثة نتيجة التلوّث البيئي الذي يشكّل نموذجاً مخفّفاً لهذه الحروب و الذي تسبّبه الغازات السامّة لأفران المصانع و دخّان محرّكات السيارات و مخلّفات التصنيع الكيميائي وإشعاعات المفاعلات النوويّة و ما شابه ذلك.

    فالحروب و الأزمات حتّى و إن كانت باردة كانت دائماً ولا تزال تشكّل المحرّكات الأساسيّة للعجلات الاقتصاديّة، فالتصنيع و التجهيز و التطوير العسكري و الأمني يستأثر بأكثر من 50 بالمائة من الميزانيّة المجتمعة لدول العالم، لذا لا يمكن لنا في هذا العصر أن نعيش السلام الشامل حول العالم .... لأنّه إذا حصل هذا الأمر فعلاً ...... فسيكون لفترة قصيرة و محدودة .... قد يشهد فيها التصنيع العسكري ركوداً ملحوظاً نتيجة لهذا السلام ....... و لكن حتماً ستتأجّج الأزمات الاقتصاديّة نتيجة الاختلاف الحتمي في الرؤيا و السياسات ...... و من ثمّ عودة قيام الحروب لإعادة التوازن و بالتالي عودة التصنيع العسكري كركن أساسي للاقتصاد العالمي. ( على سبيل المثال المصغّر نذكر العقد الذي أبرمته حكومة أمريكا مؤخّراً لتطوير طائرة مقاتلة مثاليّة بـ 200 مليار دولار ....... ما كان هذا العقد ليبرم أو ليمرّر عبر مجلس الشيوخ لولا المعادلة الجديدة بعد 11 أيلول، لأنّ السبب و الدافع القوي لتلزيم عقد كهذا لم يكن متوفّراً قبلها ...... فبدا الأمر و كأنّه محضّر له و لكنّه يفتقد للمبرّرات من أجل المباشرة به، فقوّة روسيا لم تعد سبباً مقنعاً لمواصلة الإنفاق العسكري الكبير لأنّها باتت دولة حليفة، و الصين قطعت شوطاً كبيراً في تقاربها مع الغرب، كما لم يعد هناك إيّ تهديد من داخل أوروبا، أمّا العراق و إيران و كوبا فهم أقلّ بكثير من أن تخصّص أمريكا برنامج تطوير عسكري هائل بهذا الحجم لمجابهتهم، أمّا ما سمّي بالإرهاب فيمكن لأمريكا تعريفه كيفما تشاء و بأيّ حجم تريده ...... و هكذا تمّ إبرام هذه الصفقة .... بذكاء و حكمة حقيقيّين ).

    نحن في العالم العربي المدرج ضمن ما يسمّى بالعالم الثالث أو الرابع بعيدون عن مجالات التصنيع الحربي المتقدّم ، فنحن نشكّل سوقاً فقط لهذه الصناعات ( طبعاً ليس بنفس المواصفات التي تمنح لدول العالم الثاني أو لإسرائيل ) و دون أن يكون لنا أدنى دور في تطويرها و لو جزئيّاً على الرغم من توفّر القدرات الماديّة و البشريّة في عالمنا العربي، حيث انحصرت صناعاتنا العسكريّة المحدودة و "المتخلّفة نسبيّاً" ببعض الأسلحة الفرديّة البسيطة و المدافع الصغيرة و العربات المدرّعة و الصواريخ المعدلة، بينما بقينا على مسافة بعيدة جدّاً من الصناعات الذكيّة المتطوّرة ........... على عكس إسرائيل التي باتت تسابق الغرب في صناعة الدبابات و الطائرات و الصواريخ البعيدة المدى و الرادارات و أجهزة التحكّم ........ لذا قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على هذه الآلة العسكريّة حول العالم ليتسنّى لنا على الأقلّ أخذ فكرة أوضح عن عالم الحرب و الدمار الذي يحيط بنا من كلّ جانب.

    --
    أسلحة الدمار الشامل

    أطلق هذا الاسم < أسلحة الدمار الشامل > على كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تلحق أضرارً جسيمة بالبنية الأساسيّة البشريّة أو التحتيّة أو الاثنان معاً، فعلى الرغم من الحظر المفروض على هذه الأسلحة و في ظلّ المعاهدات و الاتّفاقات التي تبرم سنويّاً لأجل الحدّ من انتشارها، إلاّ أنّ الكثير من الدول لا تزال تسعى إلى امتلاكها و تطويرها سرّاً لأنّها باتت تشكّل سنداً عسكريّاً مهمّاً لهذه الدول التي تطمح من خلال ذلك إلى إحراز نفوذ سياسي قوي و إلى تعزيز مكانتها العالميّة و ربّما الإقليميّة فقط.

    أسلحة الدمار الشامل تنقسم بتصنيفها إلى 3 أنواع أساسيّة و هي:
    1-
    النوويّة و الإشعاعيّة
    2-
    الكيماويّة
    3-
    البيولوجيّة ( الجرثوميّة )
    و تكون في العادة عبارة عن قنابل أو وحدات تفجير متطوّرة يجري إسقاطها على الأهداف المحدّدة لها عن طريق قاذفات القنابل الهجوميّة أو بواسطة رؤوس حربيّة تحملها الصواريخ أو من خلال قذائف المدفعيّة البعيدة المدى، حيث يعتمد في هذه الخيارات المختلفة على درجة القوّة التدميريّة المطلوبة.

    1-
    الأسلحة النوويّة

    الأسلحة النوويّة و الإشعاعيّة هي من أشدّ الأدوات الحربيّة فتكاً في عصرنا الحديث، فقد جرى العمل عليها و تطويرها على مدى الستّين عاماً الماضية، حيث تمّ التوصّل بنجاح باهر إلى التحكّم في مستوى قوّة التفجير و رقعة الدمار ..... و لكن مع فشل ذريع في إيجاد الأساليب الفعّالة للوقاية من هذه الأسلحة التي لا ينحصر تأثيرها على البشريّة و الحضارة بل يصيب الطبيعة و يقضي عليها أيضاً.

    أصبحت القوى الضاربة النوويّة حول العالم تشكّل عنصر تهديد للآخرين كما لنفسها أيضاً .... أي باتت هذه القوى خطراً على البشريّة و العالم أجمع، فلو أخذنا روسيا على سبيل المثال لوجدنا أنّ لديها من الرؤوس النوويّة ما يكفي لتلويث إشعاعي يطال ثلاثة أرباع الكرة الأرضيّة و يفتك بمن عليها، و هذا يعني أنّ روسيا ليست بحاجة لشنّ حرب على أمريكا و الصين من أجل كسب حرب، لأنّه لن يكون هناك رابح و خاسر في أيّة حرب عالميّة ثالثة (بالمعنى الصحيح) ...... الجميع سيكونون قطعاً .... خاسرين !! .... لو أطلقت أيّ دولة عظمى صواريخها النوويّة بشكل عشوائي على مناطق مختلفة حول العالم دون أهداف محدّدة، فسيكون هذا كافياً لتهديد بقاء البشريّة أجمع.

    و لكن ما هي هذه القنبلة النوويّة و كيفيّة عملها ؟ و ما هي الأضرار التي يمكن أن تسبّبها ؟ و هل هناك أيّ وسائل وقائيّة فعّالة تمكّننا من مواجهتها ؟ سنحاول شرح هذه التفاصيل بالأسلوب المبسّط:


    يتبع


    عدل سابقا من قبل سائد في الأحد أبريل 19, 2009 4:33 am عدل 1 مرات
    سائد
    سائد
    Admin


    المساهمات : 136
    تاريخ التسجيل : 13/04/2009
    العمر : 112
    الموقع : saed7.host.sk

    التكنولوجيا الحربيّة حول العالم Empty رد: التكنولوجيا الحربيّة حول العالم

    مُساهمة  سائد الأحد أبريل 19, 2009 4:30 am



    القنبلة النوويّة هي عبارة عن جسم يحتوي على مادّة اليورانيوم أو البلوتونيوم المخصّب، حيث يصار إلى إطلاق نيوترونات عليها لتبدأ بعدها عمليّة إنشطاريّة تصاعديّة لذرّات اليورانيوم أو البلوتونيوم بسرعة فائقة مولّدة طاقة هائلة تخرج على شكل انفجار شديد القوّة يفوق بكثير قوّة انفجارات القنابل التقليديّة المعروفة، و من ثمّ يتبع ذلك الانفجار تلوّث إشعاعي كثيف لعناصر ألفا و بيتا و غاما و الذي قد يدوم أسابيع أو حتّى أشهر إلى أن تضمحلّ أخطاره.

    توصّلت الدول العظمى في عمليّة تطوير القنبلة النوويّة إلى ما يسمّى القنبلة النوويّة الحراريّة و التي يشكّل مادّة الهيدروجين (غير العاديّة) عنصر التفجير الأساسي بينما تكون القنبلة النوويّة بمثابة الصاعق التفجيري فيها حيث يولّد انفجارها < في جزء من الثانية > حرارة تجاوز الـ 200 مليون درجة مئويّة كافية إلى إحداث تجاذب أو اندماج بين ذرّات الهيدروجين لتتحوّل إلى ذرّات هيليوم مخلّفة طاقة حراريّة هائلة تفوق بكثير الطاقة الناجمة عن انشطار اليورانيوم أو البلوتونيوم.
    أجمع العلماء على اعتماد قوّة انفجار مادّة الـ" ت. ن . ت " كوحدة الأساس لقياس قوّة انفجار القنابل النوويّة على مختلف أنواعها، فمثلاً القنبلة الذريّة التي ألقيت على هيروشيما كانت بقوّة 30 كيلوطن أي ما يعادل انفجار 30 ألف طنّ من مادّة الـ" ت . ن . ت "، أما في أيامنا هذه فهناك رؤوس نوويّة بقوّة 500 كيلوطن و 1 ميغاطن (ما يعادل مليون طن " ت . ن . ت") و 2 ميغاطن و 5 ميغاطن و 10 ميغاطن و 20 ميغاطن و حتّى مستوى الـ 50 ميغاطن.

    في التوضيح الشكلي التالي يظهر بالأرقام ما يمكن أن يحدثه مثلاً انفجار قنبلة نوويّة بقوّة 20 ميغاطن فوق مدينة كبيرة و ضواحيها، مع عدد سكّان من 3 ملايين نسمة تقريباً، حيث لو افترضنا بأنّ المدينة الفعليّة تقع ضمن شعاع 18 كيلومتر أي بمساحة 500 كيلومتر مربّع تقريباً، فسنجد بأنّ انفجاراً كهذا من شأنه أن يمحو المدينة من على وجه الأرض تماماً.
    .
    الأسلحة الإشعاعيّة
    إضافة إلى السلاح النووي الحراري المخيف، هناك نوع آخر من القنابل النوويّة الإشعاعيّة يطلق عليها اسم القنابل النيوترونيّة و التي ليس لها مفعول تدميري أو حراري كبير إنّما تطلق كميّات كثيفة و مركّزة من الإشعاعات النوويّة القاتلة و الكفيلة بالقضاء على المخلوقات الحيّة دون تدمير شامل للمنشآت كما تفعل القنابل النوويّة أو النوويّة الحراريّة.
    يفرض تكتيك استعمال القنابل النوويّة الإشعاعيّة تفجيرها فوق أهدافها المحدّدة على ارتفاع يتراوح بين 500 و 1000 متر لضمان أقلّ قدر ممكن من الدمار و أعلى قدر ممكن من الضحايا


    2-
    الأسلحة الكيماويّة
    الأسلحة الكيماويّة أو الكيميائيّة هي أسلحة تعتمد على تقنيّة الاستفادة من الخصائص السامّة أو الحارقة لعناصر كيميائيّة سائلة أو غازيّة و ذلك من أجل إحداث أكبر ضرر جسدي فيزيولوجي ممكن في صفوف العدو، و قد جرى في مرحلة مبكّرة من القرن الماضي استعمال موادّ كيميائيّة سامّة عن طريق تعبئتها في قذائف المدفعيّة من قبل القوّات الألمانيّة و الفرنسيّة، و من ثمّ أصبح هناك مختبرات متخصّصة تعمل على تطوير هذا النوع من الموادّ الحربيّة.

    السوائل أو الغازات القاتلة التي تنبعث بفعل انفجار القنابل الكيماويّة تستهدف بشكل أساسي الأعصاب أو الدمّ أو الجلد أو الجهاز التنفّسي حيث يمكن (حسب المواصفات) أن تتسبّب باحتراق و التهاب الجلد، أو تلف الأعصاب و فقدان السيطرة، أو صعوبة التنفّس و الاختناق، أو إحداث تعطيل مؤقّت أو دائم للبصر، أو تعطيل الدورة الدمويّة و إيقاف القلب أو الدماغ.
    مفعول الأسلحة الكيميائيّة مميت في أكثر الأحيان و قد يعاني الناجون منها من آلام و التهابات غير قابلة للشفاء ترافقهم مدى الحياة، كما أنّه لا توجد هناك وسائل وقائيّة فعّالة لمجابهة الهجوم الكيماوي، فالطريقة الوحيدة هي الأماكن المغلقة و المحكمة تماماً بالنسبة للمدنيّين (أو الأقنعة الواقية من الغازات السامّة)، بينما يترتّب على الجندي في الجيوش المقاتلة أن يرتدي سترة تغطّيه تماماً (بالقناع و الحذاء و الكفوف) تكون واقية و غير قابلة للتفاعل مع مكوّنات الأسلحة الكيميائيّة، و لكن هذا الإجراء الوقائي من شأنه أن يخفّض قدرة الجيش القتاليّة بشكل ملحوظ، .. مع وجوب الذكر بأنّ نجاح الإجراءات الوقائيّة مدنيّة كانت أم عسكريّة لا يمكن أن تكون مثاليّة على الإطلاق بل مؤقّتة لأنّ التفاعلات الكيميائيّة بين الموادّ المختلفة هي بلا حدود...فهناك دائماً تطوير لقوّة الفتك و تطوير الحماية من هذه القوّة، و من ثمّ إعادة تطوير ما يستطيع أن يخترق هذه الحماية و يعطّلها و بالمقابل اختراع حماية جديدة ...... و هلمّ جرّاً (على سبيل المثال فالولايات المتّحدة باتت مؤخّراً تمتلك غازاً سامّاً جديداً يمكنه التسرّب من فتحة التصفية في الأقنعة الواقية الحديثة .... و هم بصدد تطوير أسلوب تصفية ملائم ) ... لذا فاستعمال الأسلحة الكيماويّة في الحروب يدبّ الذعر و الرعب في نفوس المدنيّين و قد يثير الفوضى و الخوف في صفوف العسكريّين.

    تختلف درجة فعاليّة الأسلحة الكيماويّة حسب حالة الطقس فهي قد ترتفع أو تنخفض حسب أنواعها و عوامل تفاعلها، فالرطوبة و الرياح و الأمطار قد تشكّل عوامل مساعدة لفعاليّة بعض الأسلحة و قد تكون عوامل مضادّة لفعاليّة البعض الآخر ... حتّى أنّ هذه الفعاليّة يمكن أن تدوم بوتيرة تنازليّة لبضعة أيّام و لكنّها تبقى محدودة، كما أنّ تأثيرها ينحصر إجمالاً بالإنسان و المخلوقات الحيّة بشكل عام دون إلحاق أضرار ذات أهميّة بالآليّات و المباني و المنشآت.

    هناك الكثير الكثير من التركيبات الكيماويّة التي تشملها ترسانة الأسلحة الكيماويّة، فهناك مثلاً عشرات الموادّ الفعّالة لإحراق الجلد و الجسد، و موادّ أخرى لا تقلّ عدداً قادرة على إتلاف الجهاز العصبي أو الجهاز التنفّسي أو الجهاز الدموي، كما أنّه يوجد هناك موادّ و مركّبات كيماويّة ذات مفعول شامل، أمّا أكثر الموادّ الحربيّة الكيميائيّة المعروفة لدينا في العالم العربي فتشمل على سبيل المثال، كلور الهيدروجين و الكلورين و التابون و الخردل المقطّر و غاز نيتروجين الخردل بالإضافة إلى مكوّنات النابالم ( بنزين و بوليسترين) التي تندرج أيضاً ضمن الأسلحة الكيماويّة. أمّا في العالم الغربي فإنّ العمل على تطوير السلاح الكيماوي قائم على قدم و ساق (على الرّغم من ادّعاءاتهم بإيقاف إنتاج مثل هذا السلاح)، لديهم المختبرات ..... لديهم العلماء ..... لديهم الأموال .......و لديهم الحيوانات التي تربّى خصّيصاً في بيئات مختلفة (كالتي تعيش فيها الشعوب المختلفة) حيث تتكوّن لديها مناعات متفاوتة ...... ليصار بعدها إلى إجراء التجارب عليها إلى أن يحصلوا على النتائج التي يصبون إليها.

    الأسلحة البيولوجيّة ( الجرثوميّة )
    الأسلحة البيولوجيّة تكاد تكون الأقسى و الأقذر من بين أسلحة الدمار الشامل لأنّها تجلب الموت الحتمي و البطيء نسبيّاً بالمقارنة مع الأسلحة النوويّة أو الكيماويّة، فهي بكلّ بساطة إنتاج و تجميع مركّز لجراثيم ( فيروسات و بكتيريا ) الأمراض القاتلة حيث توضع في قنابل حربيّة تحملها قذائف المدافع أو الصواريخ أو القاذفات إلى أهدافها المحدّدة.
    الأمر المثير في استعمال هذه الأسلحة و بسبب انعدام أي لون أو طعم أو رائحة لها، هو أنّه لا يمكن اكتشافها فور استعمالها، و الأمر الأكثر إثارة هو أنّ الجراثيم التي تطلق …يمكن أن تزداد و تتكاثر بشكل كبير إذا ما توفّرت لها البيئة المناسبة، و بذلك تكون فعاليّة هذه الأسلحة في الكثير من الأحيان أكثر من 100% و قد تصل إلى 1000 أو 2000 أو حتّى 100000 أو مليون بالمئة، خلافاً لباقي الأسلحة التي لا يمكن أن تصل إلى 100% من قوّتها التدميريّة المفترضة نظريّاً.

    في الحقيقةً لا يمكننا تحديد أنواع الأسلحة الجرثوميّة المستعملة حول العالم، لكنّها ترتكز جميعها على جراثيم الأمراض القاتلة مثل الجمرة و الطاعون و الجدري و إيبولا و الملاريا و التلريّات و غيرها، كما أنّ هناك تقارير غير مؤكّدة تفيد بأنّ العمل يجري على تطوير قنبلة (أيدز) أو مرض فقدان المناعة المكتسب و لكن بشكل يسمح بوصولها الفعّال إلى الأوعية الدمويّة.


    سائد
    سائد
    Admin


    المساهمات : 136
    تاريخ التسجيل : 13/04/2009
    العمر : 112
    الموقع : saed7.host.sk

    التكنولوجيا الحربيّة حول العالم Empty رد: التكنولوجيا الحربيّة حول العالم

    مُساهمة  سائد الأحد أبريل 19, 2009 4:31 am


    الوقاية من الأسلحة البيولوجيّة هي ممكنة من الناحية النظريّة و شبيهة إلى حدّ ما بأساليب الوقاية من الأسلحة الكيماويّة، إنّما بإجراءات أقلّ تجهيزاً و لكن أطول عمراً، فالجراثيم هي من الأحياء و هناك الكثير من الموادّ التي لا تستطيع الدخول من خلالها كالزجاج و البلاستيك و المعادن، لكنّها في المقابل قادرة على الانتشار في عناصر البيئة الأساسيّة كالهواء و الماء و المزروعات كما على أي مساحة تشكّل لها مناخاً مناسباً.

    هذا النوع من السلاح لم يستعمل بشكل فعلي بعد في أيّ من الحروب المعروفة بل بشكل محدود فعلاً، و لكنّه استعمل بكثرة في إطار التجارب ولاختبار قوّته و فعاليّته، و كانت هذه التجارب تتمّ في بيئات و أجواء مغلقة و معزولة حيث توضع فيها حيوانات ( غالباً ما تكون فئران من بقاع مختلفة ) فتكون هذه بمثابة نماذج مصغّرة لمختلف المناخات حول العالم ( باردة، حارّة، معتدلة، رطبة، جافّة، .... إلخ ) و من ثمّ تطلق الجراثيم المحدّدة في حقول التجارب هذه، و يتمّ مراقبة فعاليّتها و تكاثرها و سرعة انتشارها، و بناءً على تلك النتائج يتمّ تحديد مواصفات القنابل الجرثوميّة التي ستستعمل في الحرب الحقيقيّة.
    لقد حدث أن استعملت القوّات البريطانيّة قنبلة جرثوميّة في سبيل تجربتها فوق إحدى الجزر الصغيرة في المحيط الهادئ بمساحة تقارب ½ كلم مربّع و التابعة لها، و كان ذلك في مطلع الستيّنات. لم يذكر التقرير ما نوع الجراثيم التي استعملت آنذاك و لكنّها على ما يبدو من النوع الذي يمكن أن يتكاثر في الأرض، فكانت النتيجة هي موت كلّي للطبيعة فوق هذه الجزيرة التي اختفت عنها الأعشاب و لم تعد تقرب منها الحيوانات بشكل غريزي بعد أن نفقت الحيوانات القليلة التي كانت تقطنها، و لكنّها كانت عديمة التأثير على التربة المالحة و على مياه البحر. حاولت القوّات البريطانيّة عبر السنين إعادة الحياة إلى الجزيرة عبر عمليّات مستمرّة لتطوير المبيدات المناسبة التي لا تؤذي التربة أو تكون ذات تأثير محدود على الأقلّ، ..... و تحقّق النجاح حيث ظهر العشب لأوّل مرّة مع بداية التسعينات أي بعد أكثر من ثلاثين عاماً، ...... لهذه الدرجة الرهيبة يمكن أن تكون هذه الأسلحة فتّاكة



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:06 pm