الشيعة
هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفة من المسلمين بعد المذهب السني ويرى الشيعة أن علي بن أبي طالب هو ونسله من زوجته فاطمة بنت النبي محمد المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي. ويطلقون عليه اسم الإمام الذي يجب اتباعه دون غيره طبقاً لأمر من النبي محمد كالحديث المسمى بالثقلين المنقول عن النبي محمد والذي يستدلون به من كتب الطائفة السنية أيضاً. وهو كالتالي مع أحد مصادره: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ; أحدهما أعظم من الآخر ; كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)[1]
وقد تعرض الشيعة للاضطهاد كثيرا عبر التاريخ ولهم مؤلفات كثيرة في أصول العقيدة والفلسفة والفقه والتفسير كما يعتبرون أول من أسس و كتب في علم الرجال.
أصل التسمية
لفظ شيعة في الأساس من الفعل تشيع وهو يعني في اللغة مال إلى أو اتبع، فيقال تشيع الرجل لفلان أي مال إلى فلان أو اتبع فلان، وشيعة الرجل أي أتباعه أو أنصاره. وعلى مدار التاريخ الإسلامي أطلق لفظ شيعة على العديد من المجموعات مثل شيعة عثمان وشيعة علي وشيعة معاوية وشيعة بن الزبير وشيعة العباسيين.
ويعتقد بعض الباحثين وخاصة من علماء وباحثي السنة أن أصل التسمية يرجع إلى أن أغلب الأحداث التاريخية الإسلامية كانت تنقضي مع مرور الزمن ولم يحتفظ باسم شيعة إلى اليوم سوى شيعة علي حيث أصبح مجرد ذكر كلمة شيعة تعني بالضرورة شيعة علي، بل إن الاسم انتقل كما هو إلى اللغات الأجنبية Shia`.
بينما يعتقد الشيعة بأن أصل التسمية ورد في حديث لمحمد بن عبد الله نبي الإسلام في حياته حيث سأله علي بن أبي طالب عن خير البرية فأجابه: «أنت وشيعتك»، وبهذة الرواية يعتقدون أن التشيع لم يظهر بعد وفاة محمد بل هو الإسلام الحقيقي الذي بعث به محمد. وقد ورد هذا الحديث بروايات مختلفة في الكثير من كتب السنة والشيعة [2]
بداية الحركة الشيعية
وجهة النظر الأولى
التشيع هو الإسلام ذاته، ويتبناه الشيعة أنفسهم حيث يرون أن التشيع أصلا لم يظهر بعد الإسلام و يعتقدون أنه الإسلام ذاته و يرون أن المسلم التقي يجب أن يتشيع لعلي بن أبي طالب، وبالتالي فإن التشيع هو ركن من أركان الإسلام الأصيل وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته، وأكده قبل موته في يوم غدير خم عندما أعلن الولاية لعلي من بعده. كما يرون أن الطوائف الإسلامية الأخرى هي المستحدثة ووضعت أسسها من قبل الحكام والسلاطين وغيرهم من اجل الابتعاد عن الإسلام الذي أراده النبي محمد في الأصل.
ويرى الشيعة عن تسمية أهل السنة أنهم هم أهل السنة الذين يتبعون ما أراده الرسول حتى إن أحد المتحولين للمذهب الشيعي [3] وهو التيجاني السماوي أصدر كتابا كاملا أسماه (الشيعة هم اهل السنة)[4]
وجهة النظر الثانية
التشيع حركة سياسية إسلامية بدأت بعد وفاة نبي الإسلام (حزب سياسي إن صح التعبير) وهذه الحركة تبنت نظرية للحكم والسياسة، فالبعض رأى أنها بدأت بعد أحداث السقيفة مباشرة والآخرون يرونها ظهرت بعد مقتل عثمان الخليفة الثالث ويرى البعض أيضا أنها تبلورت بشكل أكبر بعد معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي بن أبي طالب.
يرى بعض المؤرخين أن بذرة التشيع بدأت بعد وفاة الرسول محمد حيث اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة في غياب وجوه بني هاشم أمثال علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب اللذان كانا يجهزان النبي للدفن أثناء انعقاد السقيفة، وحسب أهل السنة فإن السقيفة انتهت باختيار أبو بكر بن أبي قحافة خليفة حسب إجماع من المجتمعين في السقيفة من المهاجرين والأنصار.
بعد السقيفة بدأت مجموعة صغيرة من الصحابة منهم أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو والزبير بن العوام تجتمع في بيت علي بن أبي طالب معترضة على اختيار أبو بكر[5] ، ويعتبر الشيعة هؤلاء الصحابة هم أفضل الصحابة وأعظمهم قدرا.
ظل الأمر هكذا إلى أن تطور الأمر في عهد عثمان بن عفان الخليفة الثالث حيث أدت بعض السياسات التي يقوم بها بعض عماله في الشام و مصر إلى سخط العامة وأعلن بعض الثائرين خروجهم على عثمان وبدأوا ينادون بالثورة على عثمان، وبالرغم من أن علي بن أبي طالب نفسه حاول دفعهم عن الثورة وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة الدولة الإسلامية إلا أن عثمان قتل في النهاية على يد الثائرين وبعد ذلك اجمع المسلمون على الالتفاف حول علي بن أبي طالب يطلبون منه تولي الخلافة.
وهنا يأخذ الفكر منعطفا جديدا حيث أن علي بن أبي طالب أصبح حاكما رسميا وشرعيا للأمة من قبل أغلب الناس.
ولكن بدأت في ظهور مجموعة في المقابل أطلقت على نفسها (شيعة عثمان) أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب الذي تباطئ في رأيهم في الثأر لعثمان. وعلى رأس شيعة عثمان كان معاوية بن ابي سفيان من جهة وعائشة زوجة النبي من جهة أخرى وبعد معارك مثل معركة الجمل و معركة صفين وظهور حزب جديد هم الخوارج - ومعركة النهروان أستُشهد علي بن ابي طالب على يد أحد الخوارج.
ورأى شيعته أن هذه الفترة كانت الفترة التي تجسد مدى معاناة علي من الناس إما لجهلهم أو طمعهم ورأوا أيضا أن هذه الفترة جسدت حقيقة كيف يكون الإمام حاكما وكيف أن الناس يرفضون دائما ما هو أفضل لهم.
بعد مقتل الإمام علي وبعد تقاعس الناس عن الحسن بن علي وعدم وقوفهم ومؤازرتهم له أعلن الحسن الصلح مع معاوية ببعض شروط يرى الشيعة أن هذا الصلح كان لأن الحسن لم يرى من الناس مساعدة ولا معونة واختار تجنب الحرب الداخليه بين المسلمين وأن هذا الصلح جعل الناس يعلمون قيمة أهل البيت بعد ان استقرت الأمور في يد غيرهم.وظل الأمر في هدوء حتى مات الحسن ومن بعده مات معاوية.
وجهة النظر الثالثة
التشيع لعلي هو حركة دخيلة صنعها عبد الله بن سبأ. ويتبناه السلفيون من أهل السنة بآراء مختلفة ومتضاربة لا تتفق في مجملها وتقول أن التشيع حركة دخيلة على الإسلام صنعتها أيادي من خارج الأمة. بينما يعتبر الشيعة ذلك إحدى الأكاذيب التي ابتدعها خلفاء بني أمية من ضمن التاريخ الذي غيروه . وترى وجهة النظر هذه أن حركة التشيع لعلي بذرتها هو عبد الله بن سبأ ويقال انه يهودي حيث نسبوا إليه إشعال الفتن بين الصحابة.
وإن كان هناك دراسات بدأت تشكك في وجود هذه الشخصية من الأساس، كما يستبعد الكثيرين أن يكون لشخص حديث الإسلام أو لطائفة حديثة العهد بالإسلام هذا التأثير القوي على الصحابة وتحريك الأحداث بهذه القوة.
طوائف الشيعة
الإثنا عشرية أو الإمامية
تؤمن الطائفة الإثناعشرية بأربعة عشر معصوم منهم إثنا عشر إماماً معصوما، ويعتقدون بأن محمد المهدي ابن الحسن العسكري وهو عندهم الإمام الثاني عشر هو المنتظر الموعود الذي غاب عن الأنظار ثم سيعود ليملأ اللأرض عدلا.
وتعتبر الطائفة الإثناعشرية أكبر الطوائف الشيعية من حيث عدد السكان ، حيث يقدر عددها بحوالي 85% من الشيعة[6] ، وتحتوي إيران و العراق و أذربيجان على أكثر من ثلثي عدد الشيعة الإثناعشرية ، ويرى بعض السنة والشيعة أن ذلك يعود لفترة الحكم الصفوي ( 1501م – 1736م )، حيث كانت إيران سنية المذهب طوال أكثر من ألف عام [7] ولم يكون فيها سوى أربع مدن شيعية وهي آوه و قاشان و سبزوان و قم ، وعقب وصول إسماعيل الصفوي للسلطة في إيران أعلن فرض المذهب الشيعي الإثناعشري مذهبا رسميا للدولة ، « بالرغم من وصول الشيعة للسلطة عبر التاريخ الإسلامي ( أي كالقرامطة والعبيديون والبوهيون ) ،حتى القرن السادس عشر ميلادية 1501م ووصول الحكم الصفوي للسلطة وفرضه للمذهب الشيعي الإثناعشري على مستوى الامبراطورية، مما أدى ذلك إلى تحول الشعوب في بلاد الفرس وأذربيجان وبعض الترك ليصبحوا من أتباع الطائفة الشيعية الإثناعشرية [8]».
وضع جعفر الصادق الفقه الشيعي ونشر تلاميذه بين الناس وتلقى العلم على يديه آلاف الطلبة واعتبره المسلمين عامة بمن فيهم أهل السنة من نجوم الأمة الإسلامية لذا يسمون بالجعفرية أيظا.
حدود الدولة الصفوية تظهر أنها نفس الأماكن التي يتواجد فيها غالبية التعداد السكاني للطائفة الإثنا عشرية اليوم خاصة إيران والعراق وأذربيجان والبحرين.
الإسماعيلية
بعد وفاة الإمام جعفر الصادق التف الشيعة حول ولده موسى الكاظم ولكن أعلن بعض الشيعة أن الإمام كان إسماعيل بن جعفر الصادق وان مات في حياة أبيه فإن الإمامة في نسله ورفضوا إمامة موسى الكاظم. وظهر ثاني انقسام وهو ما يعرف بالطائفة الإسماعيلية. التي هي الأخرى حدث بها انشقاق إلى فرعين (نزارية – مستعلية) ومازالتا موجودتين إلى يومنا.
واشتهر الإسماعيليون بنشاطهم بل استطاعوا ولأول مرة بعد مقتل علي بن أبي طالب تأسيس دولة شيعية بخلافة شيعية يرأسها أئمة ظهروا بعد نجاح دعوتهم السرية قائلين إنهم من ذرية علي بن أبي طالب وهي الدولة الفاطمية.[9]
بدأت في شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر وكانت العاصمة القاهرة في عهدهم من أكبر مدن العالم آنذاك.
يتبع
هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفة من المسلمين بعد المذهب السني ويرى الشيعة أن علي بن أبي طالب هو ونسله من زوجته فاطمة بنت النبي محمد المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي. ويطلقون عليه اسم الإمام الذي يجب اتباعه دون غيره طبقاً لأمر من النبي محمد كالحديث المسمى بالثقلين المنقول عن النبي محمد والذي يستدلون به من كتب الطائفة السنية أيضاً. وهو كالتالي مع أحد مصادره: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ; أحدهما أعظم من الآخر ; كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)[1]
وقد تعرض الشيعة للاضطهاد كثيرا عبر التاريخ ولهم مؤلفات كثيرة في أصول العقيدة والفلسفة والفقه والتفسير كما يعتبرون أول من أسس و كتب في علم الرجال.
أصل التسمية
لفظ شيعة في الأساس من الفعل تشيع وهو يعني في اللغة مال إلى أو اتبع، فيقال تشيع الرجل لفلان أي مال إلى فلان أو اتبع فلان، وشيعة الرجل أي أتباعه أو أنصاره. وعلى مدار التاريخ الإسلامي أطلق لفظ شيعة على العديد من المجموعات مثل شيعة عثمان وشيعة علي وشيعة معاوية وشيعة بن الزبير وشيعة العباسيين.
ويعتقد بعض الباحثين وخاصة من علماء وباحثي السنة أن أصل التسمية يرجع إلى أن أغلب الأحداث التاريخية الإسلامية كانت تنقضي مع مرور الزمن ولم يحتفظ باسم شيعة إلى اليوم سوى شيعة علي حيث أصبح مجرد ذكر كلمة شيعة تعني بالضرورة شيعة علي، بل إن الاسم انتقل كما هو إلى اللغات الأجنبية Shia`.
بينما يعتقد الشيعة بأن أصل التسمية ورد في حديث لمحمد بن عبد الله نبي الإسلام في حياته حيث سأله علي بن أبي طالب عن خير البرية فأجابه: «أنت وشيعتك»، وبهذة الرواية يعتقدون أن التشيع لم يظهر بعد وفاة محمد بل هو الإسلام الحقيقي الذي بعث به محمد. وقد ورد هذا الحديث بروايات مختلفة في الكثير من كتب السنة والشيعة [2]
بداية الحركة الشيعية
وجهة النظر الأولى
التشيع هو الإسلام ذاته، ويتبناه الشيعة أنفسهم حيث يرون أن التشيع أصلا لم يظهر بعد الإسلام و يعتقدون أنه الإسلام ذاته و يرون أن المسلم التقي يجب أن يتشيع لعلي بن أبي طالب، وبالتالي فإن التشيع هو ركن من أركان الإسلام الأصيل وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته، وأكده قبل موته في يوم غدير خم عندما أعلن الولاية لعلي من بعده. كما يرون أن الطوائف الإسلامية الأخرى هي المستحدثة ووضعت أسسها من قبل الحكام والسلاطين وغيرهم من اجل الابتعاد عن الإسلام الذي أراده النبي محمد في الأصل.
ويرى الشيعة عن تسمية أهل السنة أنهم هم أهل السنة الذين يتبعون ما أراده الرسول حتى إن أحد المتحولين للمذهب الشيعي [3] وهو التيجاني السماوي أصدر كتابا كاملا أسماه (الشيعة هم اهل السنة)[4]
وجهة النظر الثانية
التشيع حركة سياسية إسلامية بدأت بعد وفاة نبي الإسلام (حزب سياسي إن صح التعبير) وهذه الحركة تبنت نظرية للحكم والسياسة، فالبعض رأى أنها بدأت بعد أحداث السقيفة مباشرة والآخرون يرونها ظهرت بعد مقتل عثمان الخليفة الثالث ويرى البعض أيضا أنها تبلورت بشكل أكبر بعد معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي بن أبي طالب.
يرى بعض المؤرخين أن بذرة التشيع بدأت بعد وفاة الرسول محمد حيث اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة في غياب وجوه بني هاشم أمثال علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب اللذان كانا يجهزان النبي للدفن أثناء انعقاد السقيفة، وحسب أهل السنة فإن السقيفة انتهت باختيار أبو بكر بن أبي قحافة خليفة حسب إجماع من المجتمعين في السقيفة من المهاجرين والأنصار.
بعد السقيفة بدأت مجموعة صغيرة من الصحابة منهم أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو والزبير بن العوام تجتمع في بيت علي بن أبي طالب معترضة على اختيار أبو بكر[5] ، ويعتبر الشيعة هؤلاء الصحابة هم أفضل الصحابة وأعظمهم قدرا.
ظل الأمر هكذا إلى أن تطور الأمر في عهد عثمان بن عفان الخليفة الثالث حيث أدت بعض السياسات التي يقوم بها بعض عماله في الشام و مصر إلى سخط العامة وأعلن بعض الثائرين خروجهم على عثمان وبدأوا ينادون بالثورة على عثمان، وبالرغم من أن علي بن أبي طالب نفسه حاول دفعهم عن الثورة وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة الدولة الإسلامية إلا أن عثمان قتل في النهاية على يد الثائرين وبعد ذلك اجمع المسلمون على الالتفاف حول علي بن أبي طالب يطلبون منه تولي الخلافة.
وهنا يأخذ الفكر منعطفا جديدا حيث أن علي بن أبي طالب أصبح حاكما رسميا وشرعيا للأمة من قبل أغلب الناس.
ولكن بدأت في ظهور مجموعة في المقابل أطلقت على نفسها (شيعة عثمان) أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب الذي تباطئ في رأيهم في الثأر لعثمان. وعلى رأس شيعة عثمان كان معاوية بن ابي سفيان من جهة وعائشة زوجة النبي من جهة أخرى وبعد معارك مثل معركة الجمل و معركة صفين وظهور حزب جديد هم الخوارج - ومعركة النهروان أستُشهد علي بن ابي طالب على يد أحد الخوارج.
ورأى شيعته أن هذه الفترة كانت الفترة التي تجسد مدى معاناة علي من الناس إما لجهلهم أو طمعهم ورأوا أيضا أن هذه الفترة جسدت حقيقة كيف يكون الإمام حاكما وكيف أن الناس يرفضون دائما ما هو أفضل لهم.
بعد مقتل الإمام علي وبعد تقاعس الناس عن الحسن بن علي وعدم وقوفهم ومؤازرتهم له أعلن الحسن الصلح مع معاوية ببعض شروط يرى الشيعة أن هذا الصلح كان لأن الحسن لم يرى من الناس مساعدة ولا معونة واختار تجنب الحرب الداخليه بين المسلمين وأن هذا الصلح جعل الناس يعلمون قيمة أهل البيت بعد ان استقرت الأمور في يد غيرهم.وظل الأمر في هدوء حتى مات الحسن ومن بعده مات معاوية.
وجهة النظر الثالثة
التشيع لعلي هو حركة دخيلة صنعها عبد الله بن سبأ. ويتبناه السلفيون من أهل السنة بآراء مختلفة ومتضاربة لا تتفق في مجملها وتقول أن التشيع حركة دخيلة على الإسلام صنعتها أيادي من خارج الأمة. بينما يعتبر الشيعة ذلك إحدى الأكاذيب التي ابتدعها خلفاء بني أمية من ضمن التاريخ الذي غيروه . وترى وجهة النظر هذه أن حركة التشيع لعلي بذرتها هو عبد الله بن سبأ ويقال انه يهودي حيث نسبوا إليه إشعال الفتن بين الصحابة.
وإن كان هناك دراسات بدأت تشكك في وجود هذه الشخصية من الأساس، كما يستبعد الكثيرين أن يكون لشخص حديث الإسلام أو لطائفة حديثة العهد بالإسلام هذا التأثير القوي على الصحابة وتحريك الأحداث بهذه القوة.
طوائف الشيعة
الإثنا عشرية أو الإمامية
تؤمن الطائفة الإثناعشرية بأربعة عشر معصوم منهم إثنا عشر إماماً معصوما، ويعتقدون بأن محمد المهدي ابن الحسن العسكري وهو عندهم الإمام الثاني عشر هو المنتظر الموعود الذي غاب عن الأنظار ثم سيعود ليملأ اللأرض عدلا.
وتعتبر الطائفة الإثناعشرية أكبر الطوائف الشيعية من حيث عدد السكان ، حيث يقدر عددها بحوالي 85% من الشيعة[6] ، وتحتوي إيران و العراق و أذربيجان على أكثر من ثلثي عدد الشيعة الإثناعشرية ، ويرى بعض السنة والشيعة أن ذلك يعود لفترة الحكم الصفوي ( 1501م – 1736م )، حيث كانت إيران سنية المذهب طوال أكثر من ألف عام [7] ولم يكون فيها سوى أربع مدن شيعية وهي آوه و قاشان و سبزوان و قم ، وعقب وصول إسماعيل الصفوي للسلطة في إيران أعلن فرض المذهب الشيعي الإثناعشري مذهبا رسميا للدولة ، « بالرغم من وصول الشيعة للسلطة عبر التاريخ الإسلامي ( أي كالقرامطة والعبيديون والبوهيون ) ،حتى القرن السادس عشر ميلادية 1501م ووصول الحكم الصفوي للسلطة وفرضه للمذهب الشيعي الإثناعشري على مستوى الامبراطورية، مما أدى ذلك إلى تحول الشعوب في بلاد الفرس وأذربيجان وبعض الترك ليصبحوا من أتباع الطائفة الشيعية الإثناعشرية [8]».
وضع جعفر الصادق الفقه الشيعي ونشر تلاميذه بين الناس وتلقى العلم على يديه آلاف الطلبة واعتبره المسلمين عامة بمن فيهم أهل السنة من نجوم الأمة الإسلامية لذا يسمون بالجعفرية أيظا.
حدود الدولة الصفوية تظهر أنها نفس الأماكن التي يتواجد فيها غالبية التعداد السكاني للطائفة الإثنا عشرية اليوم خاصة إيران والعراق وأذربيجان والبحرين.
الإسماعيلية
بعد وفاة الإمام جعفر الصادق التف الشيعة حول ولده موسى الكاظم ولكن أعلن بعض الشيعة أن الإمام كان إسماعيل بن جعفر الصادق وان مات في حياة أبيه فإن الإمامة في نسله ورفضوا إمامة موسى الكاظم. وظهر ثاني انقسام وهو ما يعرف بالطائفة الإسماعيلية. التي هي الأخرى حدث بها انشقاق إلى فرعين (نزارية – مستعلية) ومازالتا موجودتين إلى يومنا.
واشتهر الإسماعيليون بنشاطهم بل استطاعوا ولأول مرة بعد مقتل علي بن أبي طالب تأسيس دولة شيعية بخلافة شيعية يرأسها أئمة ظهروا بعد نجاح دعوتهم السرية قائلين إنهم من ذرية علي بن أبي طالب وهي الدولة الفاطمية.[9]
بدأت في شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر وكانت العاصمة القاهرة في عهدهم من أكبر مدن العالم آنذاك.
يتبع
عدل سابقا من قبل سائد في السبت أبريل 18, 2009 10:47 am عدل 1 مرات