قصة الخروف والجزار
كان الجزار يشحذ سكينه ويجهز كلاليبه ، منتظراً وصول أول خروفْ من الزريبة المجاورة للمسلخ ، في حين كانت الخراف تعيش وتأكل وتشرب بلا اهتمام لما سيجري لها ، دخل الجزار فجأةً وسط الزريبة ، وقع الاختيار على أحدها ، أمسك الجزار بقرنيه محاولا سحبه إلى المسلخ ، ولكن ذلك الكبش كان فتيّاً في السن ، وقد شعر برهبة الحدث ، وهو يُقاد إلى الموت ، إن تفض ذلك الكبش انتفاضة الأسد الهصور ، وفاجأ الجزار ، واستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل وسط القطيع حيث نجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره ، لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً ، فالزريبة مكتظة بالخراف ولا داعي لإضاعة الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب.
أمسك الجزار بخروفْ آخر وجرّه من رجليه وخرج به من الزريبة.
كان الخروف الثاني مسالماً مستسلماً ، ولم يُبد أي مقاومة ، إلا صوتاً خافتاً يودًّع فيه بقية القطيع. نال ذلك الخروف إعجاب جميع الخراف في الزريبة ، وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ، ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول: بسم الله والله أكبر،… خيّم الصمت على الجميع ، وخاصةً بعد أن وصلت رائحة الموت إلى الزريبة ، ولكنهم سرعان ما عادوا إلى أكلهم وشربهم وهم يرفضون أي فكرة لمقاومة. كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفاً بعيدا عن عيون الصحفيين ، أقصد كان يتعمد الذبح بعيدا عن الخراف الأخرى حتى لا يثير غضبها ، وخوفاً من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيداً ، ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق ، أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ، فصار يجمع الخراف بجانب بعضها البعض ، ويقوم بشحذ السكين مرة واحدة فقط ، ثم يقوم بذبحها ، والأحياء منها تشاهد من سبقت إليهم سكينُ الجزار ، ولكن كانت وصية القطيع تقف حائلاً أمام أي أحد يحاول المقاومة أو الهرب.
في مساء أحد الأيام ، كان الكبش الشاب قد فكر في طريقةْ للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه ، بينما كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره ، لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً ، فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب. وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة ، صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ، ولكن لم يخرج أحد من القطيع ، بل كانوا جميعاً يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث. وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر إلى القطيع.. في انتظار قرارهم الأخير ، تحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار ، وجاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً ومفاجئاً للكبش الشجاع.
في صباح اليوم التالي ، جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله ، فكانت المفاجأة مذهلة: سياج الزريبة مكسور ، ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد. ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً ، وكان جسده مثخناً بالجراح وكأنه تعرض للنطح،،انتهت القصة
كان الجزار يشحذ سكينه ويجهز كلاليبه ، منتظراً وصول أول خروفْ من الزريبة المجاورة للمسلخ ، في حين كانت الخراف تعيش وتأكل وتشرب بلا اهتمام لما سيجري لها ، دخل الجزار فجأةً وسط الزريبة ، وقع الاختيار على أحدها ، أمسك الجزار بقرنيه محاولا سحبه إلى المسلخ ، ولكن ذلك الكبش كان فتيّاً في السن ، وقد شعر برهبة الحدث ، وهو يُقاد إلى الموت ، إن تفض ذلك الكبش انتفاضة الأسد الهصور ، وفاجأ الجزار ، واستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل وسط القطيع حيث نجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره ، لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً ، فالزريبة مكتظة بالخراف ولا داعي لإضاعة الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب.
أمسك الجزار بخروفْ آخر وجرّه من رجليه وخرج به من الزريبة.
كان الخروف الثاني مسالماً مستسلماً ، ولم يُبد أي مقاومة ، إلا صوتاً خافتاً يودًّع فيه بقية القطيع. نال ذلك الخروف إعجاب جميع الخراف في الزريبة ، وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ، ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول: بسم الله والله أكبر،… خيّم الصمت على الجميع ، وخاصةً بعد أن وصلت رائحة الموت إلى الزريبة ، ولكنهم سرعان ما عادوا إلى أكلهم وشربهم وهم يرفضون أي فكرة لمقاومة. كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفاً بعيدا عن عيون الصحفيين ، أقصد كان يتعمد الذبح بعيدا عن الخراف الأخرى حتى لا يثير غضبها ، وخوفاً من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيداً ، ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق ، أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ، فصار يجمع الخراف بجانب بعضها البعض ، ويقوم بشحذ السكين مرة واحدة فقط ، ثم يقوم بذبحها ، والأحياء منها تشاهد من سبقت إليهم سكينُ الجزار ، ولكن كانت وصية القطيع تقف حائلاً أمام أي أحد يحاول المقاومة أو الهرب.
في مساء أحد الأيام ، كان الكبش الشاب قد فكر في طريقةْ للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه ، بينما كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره ، لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً ، فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب. وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة ، صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ، ولكن لم يخرج أحد من القطيع ، بل كانوا جميعاً يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث. وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر إلى القطيع.. في انتظار قرارهم الأخير ، تحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار ، وجاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً ومفاجئاً للكبش الشجاع.
في صباح اليوم التالي ، جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله ، فكانت المفاجأة مذهلة: سياج الزريبة مكسور ، ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد. ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً ، وكان جسده مثخناً بالجراح وكأنه تعرض للنطح،،انتهت القصة