هل انت سحابة ام نهر ؟
السحابة تفرغ ما بها من ماء علي الارض و ينتهي دورها عند هذا الحد, اما النهر فهو دائم العطاء بما يمدنا به من ماء دون انقطاع الي ان يشاء الله.
و هكذا الناس فيهم السحب و فيهم الانهار اما السحابة تمثل ذلك الرجل الناجح في إدارة مؤسسة ما يعطيها خبراته و تجاربه و يظل يرافقها بمجهوده حتي تكبر دون ان يبني كوادر يملأون مكانه
وقت رحيله و دون ان يعلم احداً خبراته التي اكتسبها فعند رحيله تنهار المؤسسة.
أما النهر فهو ذلك الإداري الناحج في عمله أيضاً لكنه يهتم بتدريب كوادر لتخلفه في عمله إن رحل و لا يجد عيباً في أن يشرح لمن يتوسم فيهم حسن القيادة خبايا العمل و أسراره حتي اذا ما رحل عن هذه المؤسسة بقيت كما هي في قوتها و نشاطها بعد ان اصبح بها من الكوادر من يديرها قضية السحابة و النهر ربما ينادي بها علماء التنمية البشرية و الادارة الآن لكنها قضية إهتم بها الإسلام منذ نشأته.
فهذا هو خير الخلق رسول الله محمد صلي الله عليه و سلم يعلم الصحابة و يعلم زوجاته فيستمر العطاء حتي بعد وفاته صلي الله عليه و سلم فيعلم الصحابة التابعين و هكذا إستمر الاسلام و الدولة الاسلامية في أبهي عصورها لفترات تاريخية طويلة في عمر الحضارات.
و سأحكي مثال اخر من الدولة الاسلامية
فهذا هو نور الدين محمود امير حلب و إبن عماد الدين زنكي يحرص علي تربية أبناء رجال الدولة في قلعته المقيم بها حتي يتعلموا منه و يتجملوا مسئولية هذا الدين و تحرير بيت المقدس من ايدي الصليبيين من بعده اذا لم يتم الله النصر في عهده
من ضمن هؤلاء الابناء خرج صلاح الدين إبن نجم الدين أيوب و معه جيل فريد من نوعه من القواد الذين لهم دور كبير في تحرير بيت المقدس و المسجد الاقصي من ايدي الصليبيين فلو لو يكن صلاح الدين هو المحرر لكان واحداً غيره من تلاميذ نور الدين و كلهم كانوا علي جدارة بأن يحملوا هذه الرسالة
و في النهاية يبقي السؤال أيهم تحب ان تكون
سحابة أم نهر ؟
